كيف تحمي بطاقتك البنكية من القرصنة

أصبح امتلاك حساب بنكي وبطاقة ائتمانية أمراً لا غنى عنه، وبما أن الأمر يتعلق بالمال وعند ذكر المال مباشرة نتذكر الاحتيال كأسلوب لسلب أو سرقة المال بطريقة غير شرعية وغير قانونية.

في الولايات المتحدة الأمريكية بلغ حجم الاحتيال إلى 4 بليون دولار خلال عام 2016 لوحده، و41 مليون عملية لسرقة الهوية. أرقام جد مخيفة في دولة واحدة والتي بها قوانين مشددة فيما يتعلق الأمر بالخصوصية والحماية الشخصية للبيانات، فما بالك بالدول التي بها ثغرات في القوانين المتعلقة بالبيانات الشخصية الإلكترونية.

إذا أردت حماية نفسك من أن تكون ضحية لضياع بطاقتك البنكية ستجد هذه التدوينة الخطوات التي عليك عملها لتفادي الوقوع ضحية لقرصنة بياناتك البنكية.

عليك بتفقد هل نظام الإشعارات على حسابك المصرفي مفعل أم لا بصفة مستمرة. هذه الإشعارات تُرسل إلى بريدك الإلكتروني أو عن طريق رسالة نصية قصيرة SMS إلى هاتفك عند كل عملية تتعلق بحسابك في البنك.

الآن كل الحسابات البنكية تتوفر على هذه الخاصية سواء كانت حسابات شخصية أو تجارية. فقط اتصل بالوكالة البنكية الخاصة بك أو عبر حسابك على موقعهم الخاص لتفعيل هذه الخاصية.

الغرض من إرسال الإشعارات واضح. فعند قرصنة بطاقتك البنكية لا قدر الله ستتوصل بشكل آني بالعمليات التي تمت. عندها ستتأكد أنك لست أنت من قام بها لذا عليك إخبار وكالتك البنكية بتعطيل بطاقتك مباشرة أو الدخول إلى الموقع الخاص بالبنك وتعطيل البطاقة وطلب استرجاع المبلغ.

إذا كان البنك الخاص بك لا يتوفر على خاصية الإشعارات فمن الأفضل تغيره ببنك يواكب التطور.

خدمات مثل Apple Pay و Android Pay أصبحت متاحة هذه الأيام بشكل مكثف. فهي تتيح لك الدفع عبر هاتفك بدون استعمال مباشر لبطاقتك الائتمانية.

العملية تتم باستعمال كاميرا هاتفك لأخذ صورة لبطاقتك البنكية، بعدها سيتم تخزين البيانات في هاتفك داخل التطبيق المخصص. الآن تستطيع التسوق بدون حمل بطاقة البنكية في جيبك، كل ما عليك فعله هو تقريب هاتفك من جهاز الدفع وتأكيد عملية الدفع بدون عرض معلومات بطاقتك الحساسة مما يبقيك بعيدا عن أعين المحتالين.

إذا كنت بحاجة إلى حمل البطاقة معك بسبب قيمتها. فالبطاقات الائتمانية الحديثة تحتوي على تقنية RFID و NFC. هذه التقنيات تسهل عملية قراءة البطاقات يكفي تمريرها عبر جهاز الدفع ليتم قراءة المعلومات الخاصة بالبطاقة.

مخاطر هذه التقنية هو كون الإشارات الصادرة قد يتم قراءتها من على بعد. فالمحتالون يستعملون أجهزة محمولة لاصطياد ضحاياهم يكفي أن يمر بجانبك وبدون أن يلمسك أو يتحدث إليك سيأخذ البيانات الخاصة ببطاقتك.

للحماية من هذا الأمر هناك محفظات تقوم بمنع إشارات RFID فهي أفضل وسيلة لمنع المحتالون من قرصنة معلومات بطاقتك. هذه المحفظة متوفرة بأشكال وألوان متنوعة حسب ذوقك متوفرة على متجر أمازون.

أكدت الأبحاث الخاصة بالحماية أن كلمة المرور الأكثر شيوعا هي كلمة password وهي تعني كلمة المرور. وهذا ينم على عدم الوعي المتعلق بجانب الحماية لدى العديد من مستخدمي الانترنت. أو بسبب كسلهم لاستخدام ذاكرتهم في حفظ كلمة مرور معقدة.

فالمحتالون أذكى منك لأن مهنتهم تفرض عليهم أن يكونوا أذكى منك لذلك هم أذكى في ابتكار أساليب لسلب المال منك بطرق لن تفكر بها إطلاقاً وبدون حتى رؤيتهم أو الشعور بهم. فلا تستهن بهم! .

ما عليك فعله هو استخدام كلمة مرور قوية لحسابك البنكي عبر الانترنت وتفعيل خاصة التحقق بخطوتين باستخدام هاتفك للحصول على رمز الدخول أو بريدك الإلكتروني. وتغير كلمة المرور بشكل دوري.

هل تعلم أن الشخص المحتال يستطيع أن يقوم باستنساخ بطاقتك واستخراج بطاقة مطابقة لبطاقتك. هذه البطاقات المزيفة تباع في الأسواق السوداء. فهناك بطاقات فارغة يستعملها المحتالون لحفظة بيانات بطاقتك الأصلية إلى البطاقة المزيفة. بالتالي تصبح البطاقتين متطابقتين. ويمكن للبطاقة المزيفة الشراء بها واستعمالها كأنها الأصلية.

تعرفنا سابقا على أن المحتال يستطيع قراءة بيانات بطاقتك عن بعد عبر تقنية RFID، لكن عملية استنساخ بطاقتك سيتطلب منها أن تمر عبر جهاز خاص غالبا يكون مخبئ بطريقة معينة ليتم تمرير بطاقتك عبره وبالتالي نسخ كل المعلومات الخاصة بها مما يسمح للمحتال بإعادة كتابة تلك البيانات على بطاقة فارغة.

لتجنب الوقوع في هذا الفخ. يجب أن لا تترك بطاقتك تغيب عن نظرك. وأن تكون متيقظاً للشخص الذي مددت له البطاقة لسداد الفاتورة وتحركاته. وإذا شككت في أنه شخص يتلاعب ببطاقتك عليك بالتصرف فوراً بالإبلاغ عنه.

دائما ما تسمع أن المواقع الموثوق بها هي التي تحمل برتوكول HTTPS بدلاً من HTTP.صحيح ؟ . ليس دائماً. ما يعنيه استخدام HTTPS هو كون البيانات التي تمر بينك كمستخدم وبين الموقع ستكون مشفرة وبالتالي أي شخص يريد تجسس على الاتصالات التي بينك وبين الموقع ستكون مشفرة ولن يستطيع قراءتها. وهذا أمر جيداً ويعتبر طبقة حماية لابد منها. لكن المشكلة أن أي شخص يمكنه الحصول على رخصة SSL التي تسمح بإضافة برتوكول HTTPS إلى أي موقع في العالم. بمعنى آخر أن وجود HTTPS لا تعني موثوقية الموقع. فيمكنني الآن إنشاء متجر وهمي وشراء رخصة SSL الغرض من الموقع هو الاحتيال وانتظار الزبناء – الضحايا- لإدخال البياناتهم البنكية وهم سعداء لأن الموقع به تلك العلامة الخضراء الخاصة بـ HTTPS وغير مدركين أن المتجر وهمي.

لذلك HTTPS ليس معياراً في تحديد موثوقية الموقع. دائماً إذا أردت الشراء توجه إلى المتاجر المشهورة ذات السمعة الحسنة.

لإبقاء بطاقتك بعيدة عن أعين المحتالين، وأن تنام بهناء في الليل دون إرهاق تفكيرك أن أموالك معرضة للسلب في أي لحظة، عليك القيام بالتالي :

– تفعيل خاصية الإشعارات، وتفقد وضعية حسابك بشكل دوري.
– شراء محفظة للحماية من هجمات RFID.
– استعمال هاتفك الذكي بدلاً من بطاقتك.
– استعمال كلمة مرور قوي لحسابك البنكي على الانترنت.
– لا تترك بطاقتك تغيب عن نظرك.
– استخدم المتاجر الموثوقة بها للشراء.

لا تكن ضحية للمحتالين، كن مثل بلال، بلال يحمي بطاقته الائتمانية عبر الخطوات أعلاه، بلال ذكي. كن مثل بلال.